Sunday, January 10, 2010

ما يصير خاطرك إلاّ طيّب

:تحديث
لقاء
د. محمد العبدالجادر
على قناة سكوب، "الليلة" الأثنين ١١-١-٢٠١٠
الساعة العاشرة مساء
في برنامج مع التقدير، يحاوره أحمد الفضلي



بقلم : د. محمد عبدالله العبدالجادر
الأربعاء 6 يناير 2010 كتب الأخ العزيز «خليفة الخرافي» مقالات لامست أعناق الحقيقة، وهي أن تياراتنا وأحزابنا اشد فوضى وتخبطا من الحكومة، والحقيقة لم يعنني أي تيار أو حزب آخر مثلما يعنيني التيار الوطني الديموقراطي.
لأنني مؤمن بأن العمل الديموقراطي الحقيقي وسيادة القانون هما الطريق الذي سيؤدي بالنهاية الى احداث تطورات وتغيرات جوهرية وايجابية في المجتمعات الحديثة. ورسالتي اليوم أوجهها الى جميع مكونات وشباب وشابات التيار الوطني الديموقراطي والموزعين جملة أو قطاعات منقسمة بين الهمين السياسي والاجتماعي وهي الشريحة التي ظلت رافدا لتيار الحركة الوطنية الديموقراطية منذ العشرينات في هذا القرن ورافدا للشباب الوطني والتي جلبت مكتسبات أهمها الدستور ومؤسسات الدولة المدنية.
إن الفترة الحالية التي نمر بها منذ أيام الحركة الوطنية هي فترة عصيبة وتشهد فراغا سياسيا في الساحة، وللأسف ان الخلافات الشخصية واختلاف المصالح وعدم وجود رؤى مشتركة، بالإضافة الى تعدد الأعداء بدءا من السلطة في فترات معينة وانتهاء بتيارات الظلام التي تريد إعادة عقارب الساعة الى الوراء.
إن العمل السياسي في الكويت ليس عملا آنيا ويتطلب تكتيكات ضيقة أو نفسا قصيرا ولعبا على المتناقضات والتمركز حول أفراد، ولاشك أن أي جهد يبذل لتجميع الحركة الوطنية والشباب هو جهد محمود ولكنه يتطلب أرضية جيدة وقادة يتحملون المسؤولية او روحا من هذه المسؤولية، ولعل ما حدث بعيد نتائج انتخابات 2003 وعندما تجمعت اطراف متعددة من القوى الوطنية المبعثرة آنذاك في دعوة انطلقت من ديوان العم جاسم القطامي، وتلاها الاجتماع الشهير في قرطبة بمنزل الاخ الكبير «بو أنس» احمد الراشد وبث ذلك الاجتماع روحا ونفسا في التيار الوطني الديموقراطي تمخض عنه اختراقات شبابية في انتخابات 2006 وانتخابات 2008 ثم الانتخابات الاخيرة 2009، ولكن المسيرة كانت تتعثر، ففي كل انتخابات يمارس فريق معروف التمزيق واحداث الشروخ، فكان الصراع في الدائرة الثالثة 2008 مؤلما للجميع وبعد انتخابات 2008 خسرنا كرسي نائب الرئيس وحدثت انشقاقات وبعد الدخول الى الوزارة تم التبرؤ من هذه المشاركة، وفي انتخابات 2009 مارس الفريق نفسه وباعترافات اطراف منه في المحطات الفضائية حربا استهدفت اكثر من طرف محسوب على التيار الوطني في الدائرة الثانية، وتفرغ البعض لاسقاطي شخصيا، ورغم ذلك لم يرفع احد كرتا اصفر على هذا النحر، وبعد الانتخابات مباشرة ذهبت رسائل سياسية لمعرفة ما حدث وقوبلت بالصمت، الجميع يرى عمق الازمة الحالية ولعل تصويتات النواب القريبين من التيار الوطني والذين تم دعمهم بقوة وتناقضها مع البيانات الصادرة عن المكاتب السياسية، الجميع يعرف مكامن الخلل، ولكن القواعد صامتة ومحبطة، والبعض ممن يتحرك يتصرف وكأنه يملك صكوك الغفران لان هناك صمتا ومجاملات.
وللاسف من كان يفترض ان يكون مظلة اصبح يتصرف على انه واحد من هذه القوى وزادت الفرقة بين افراد التيار أو ممن لديهم امل على ان تتراص القوى، خصوصا ان الخصوم في أسوأ حالاتهم، وهناك وعي وامل كبيران مع دخول المرأة المعترك السياسي من اوسع ابوابه.
وللعلم اعلم تماما ما سيثار حول توقيت المقالة او غيرها، ولكن هذه تفاصيل، المطلوب تحرك جماعي لافراد وناشطي التيار الوطني لسحب البساط ممن اوهمهم تسلطهم أو تمترسهم خلف اجندات خاصة واعادة قراءة الساحة لاجواء مهيأة لتيار وطني يقود الساحة للنهوض ويعيد امجاد الرجال ذوي الهامات العالية «جاسم القطامي، واحمد الخطيب، والمرحوم سامي المنيس»، وغيرهم من الرجال الذين قادوا العمل والتيار الوطني الديموقراطي ورفعوا الكرت الأصفر ضد التسلط والاحتكار والنفس الفئوي البغيض، اكتب هذه المقالة أو الرسالة علني ارى بصيصا من الامل من اخوة لي دعموني في مسعاي ووقفوا معي في احلك الظروف وأناشد فيها شباب وشابات لم يعرفوا كثيرا من التفاصيل والحقيقة والتاريخ لان هنالك من يستخدم ادواته الاعلامية وتأثيره في التشويش، واقول ان ساحة العمل الوطني الديموقراطي تتسع للجميع ولم يحتكرها احد، وان هنالك اصواتا كثيرة صامتة غير الاصوات العالية.

!صح لسانك يا بوعبدالله... وما يصير خاطرك إلاّ طيّب