تعمّدت أيضاً الإطالة والتأجيل في إبداء وجهة نظري والتعقيب على كل ما حدث منذ طرح موضوع المطالبة بإلغاء قانون منع الاختلاط مؤخراً، وتحديداً بمقالي "القردة تغزو الكويت"، تأملاً بأن تكون هناك نوع من الصحوة أو المعجزة لكن للأسف إلى الآن ومنذ فترة طويلة من الزمن الإجابة هي وكالعادة (لا جديد!)، وكان يدور في بالي طوال هذا الوقت "وتاليتها؟!". وكذلك بسبب الغثيان من الإطروحات والمواقف القذرة ممن يدّعون بأنهم دعاة الدين والإصلاح والسلام و و و في المجتمع! خصوصاً أننا ومنذ زمن طويل نعاني من انتشار الفتنة الطائفية والقبلية والمحسوبية بشكل أصبح مؤشراً خطيراً يهدد صلاح وبقاء مجتمعنا! وكذلك بسبب الاستياء الشديد من "........."؟؟؟
للأسف الشديد لا أعلم ماذا أسمّيهم أو بالأحرى أسمّي أنفسنا! وطنيون؟ ديمقراطيون؟ مناضلي الدستور؟ المدافعين عن الحريات؟... لا أعلم لسببين رئيسيين، السبب الأول هو لأن في حقيقة الأمر لا يوجد مسمّى أو بالأحرى لا توجد مظلّة أو تجمع أو حزب يجمعهم/يجمعنا. مع كامل احترامي للمنبر الديمقراطي الكويتي وللتجمع الوطني الديمقراطي الكويتي، وأيضا للتحالف الوطني الديمقراطي الكويتي الذي كان من المفترض بأن يكون مظلّة تضم كل من المنبر والتجمع بالإضافة إلى بعض المستقلين، وكان من المفترض بأن تكون مهمة التحالف الرئيسية التسلّح بدستور 62 والاحتكاك بالشارع الكويتي العام والقيام بالدور التوعوي من خلال الحملات والأنشطة والدورات...إلخ، وليس أن تكون مهمته سياسية بحتة كما هو حاصل، وتكوين جبهة جديدة تشتت المظلات القديمة وتزيد الطين بلّة!!.
أما السبب الثاني فهو إن كانوا فعلاً يدّعون أو يتحلّون بتلك الصفات، فمن المفترض والبديهي أن يكونوا السد المنيع والصامد أمام موجات الفساد والتخلّف منذ عشرات السنين! وليس كما يدّعي البعض اليوم بأن هناك جيل جديد سيتصدّى لقوى الفساد!... من هم هؤلاء الجيل الجديد؟ ومن يتبعون؟ المنبر أم التجمع أم التحالف أم بعض المستقلين؟ أم الوسط الديمقراطي أم القائمة المستقلة؟ وإلى متى هذا التشتت في العمل الوطني...؟؟
الواقع هو أن كل من يريد تزعّم نفسه! وكل من يريد فرض آرائه على غيره! وإن لم يستهويم ذلك، ذهبوا وكوّنوا تجمع جديد يحارب باقي التجمعات ذوي نفس التوجه، وغالباً ما يتلاشى مع الزمن! والأمثال كثيرة وغير متناهية!... أين الديمقراطية وهم ممن يدّعي بأنهم أهل للديمقراطية وللوطنية... إلخ؟! هذا من جانب، والوطنية من جانب آخر! فللأسف أصبح مفهوم الوطنية مفقود تماماً! أليست الوطنية أن تجمع كل غيور على هذه "الأرض" تحت راية واحدة بخلاف إن كان شيعي أم سني، حضري أم بدوي؟؟ وأن يكون الانتماء والولاء الأول والأخير للكويت وليس لطائفة أو قبيلة أو حتى لأشخاص؟؟ المصيبة أنه أصبح الولاء يقاس بمدى الحب للأشخاص والمادة، وليس للوطن أولاً وأخيراً!
مع كامل احترامي وتقديري،،، الحل ليس بطرح القضايا بصورة عشوائية وعمل التجمعات والندوات... إلخ، ومن ثم نترك مسألة نجاحنا أو خسارتنا للقضية المطروحة للصدفة. الحل هو العمل الجاد والمستمر على أننا نتوحد جميعاً كـ"حزب وطني واحد" تحت راية الدستور! ذلك الدستور الذي وضعه آباؤنا وأجدادنا، أين هو الدستور الآن؟ وأين من يطبقونه؟ وأين من يحترمونه؟ إن الدستور مع كل أسف مغيب تماماً، ومن يعمل ويقوّي عملية تغييبه سواء بالعلن أو الخفاء هو عنصر فاسد في مجتمعنا، عنصر هدفه محو الديمقراطية التي اخترناها وارتضيناها خطاًّ واضحاً لنسير عليه.
لفعل ذلك يجب أولاً إصلاح كل ما بالنفس من أجل إصلاح الغير، وثم تقديم التضحيات والتنازلات من أجل التوحّد لصالح الكويت. البعض يدّعي بأننا حزب غير منظّم، وهو السبب الرئيسي لتراجعنا... ليس هناك حزب أصلاً لكي نكون منظمين! بل هناك مظلات متشتتة تحارب بعضها البعض وغير مستعدة للتضحية أوالتنازل عن أي شيء في سبيل العمل الوطني الحقيقي! فللأسف كل من يتحرّك ويناظر ويتزعّم على هواه، في حين نرى وطننا يغزى ويحتضر، وحقوقنا كلها تغتصب، وشعب يمتلئ أفكاره يوماً بعد يوم بالإرهاب الفكري والتخلّف الرجعي، ومؤسسات تمتلئ بالفساد و و و و... إلخ على أيدي دخلاء على الكويت متسلّحين بإسم دين بريء منهم، وعادات وتقاليد غير كويتية بتاتاً! كل ذلك بمباركة السلطة التي دعمتهم من خلال أمور لا تعد ولا تحصى، كرياح التجنيس العشوائي منذ الستينات، التعيينات للمناصب القيادية في الدولة، الاعتقالات المتتالية للرموز الكويتية الوطنية الشريفة، إغلاق الأندية الوطنية وتحجير أي تحرك أو نشاط وطني، التزوير السافر للانتخابات، الحلول الغير دستورية لمجالس الأمة و و و و و و و و و و... من أجل التغلّب والقضاء على القوى الوطنية والشعبية الأصيلة إلى حين إتنقلب الحال عليهم وأصبحوا خارج سيطرتهم (كما يدّعي البعض)، والله أعلم إن كانوا فعلاً خارج سيطرة السلطة أم مازالوا يتلقّون المباركات والدعم؟! ؟! ؟!
يجب على "الكويتيين" جميعاً استيعاب خطورة الأوضاع على البلد والتي انطلقت منذ فترة طويلة! لكن المصيبة هي أن "كل من لاهي" بحياته وبتجارته وبأعماله وأموره الخاصة... إلخ، تاركين كويتهم بسمعتها ومكانتها وتاريخها في طي النسيان والإهمال واللامبالاة، تاركين وطنهم للعبث والاحتضار على أيدي الدخلاء وقوى الظلام والرجعية والتزمّت!...
الحقيقية المرّة هي أن تخلفنا الذي نحن فيه هو عدونا الحقيقي، بالإضافة إلى جهلنا وخلافاتنا وحقدنا على بعضنا البعض، فنحن السبب الحقيقي لمشاكلنا ومصائبنا، ونحن من يقع على عاتقنا حماية كويتنا... فأين نحن من كل هذا؟؟؟
أرواحنا الثمن.... والمجد للوطن